آخر الأحداث والمستجدات 

"النفار" و"الطبال" مهن رمضانية اشتهرت بها مكناس في طور الانقراض

يرتبط شهر رمضان في المغرب كما في غيره من البلدان العربية والإسلامية بمهنة “الطبال” (المسحراتي)، الذي يجوب الشوارع لإيقاظ المقبلين على الصيام لتناول وجبة السحور قبل حلول أذان الفجر، استعدادا لمواجهة صيام يوم طويل.

بيد أن هذه المهنة في المغرب شهدت انحسارا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في المدن الكبيرة، بعدما كان لكل حي “مسحراتي” خاص به.

و”الطبال” كما يطلق عليه في المغرب، أو “المسحراتي” كما يطلق عليه في بعض الدول العربية، كلها أسماء تشير إلى ذلك الشخص الذي يجوب الشوارع والأزقة معلنا عن قدوم رمضان أو مؤذنا بقرب موعد السحور، إلا أن هذه المهنة تعد واحدة من بين المهن المغربية التي تسير نحو زوال، وهي عادة متوارثة من الماضي، لها حضور قوي في الأحياء الشعبية والبوادي مقارنة مع الشوارع الحديثة والمدن التي أصبحت تغيب في معظمها.

وقالت الحاجة فاطمة (60 سنة)، عن ذكرياتها مع “الطبال” “كان يمر الطبال في بلدتنا ثلاث مرات، المرة الأولى لإيقاظ النساء على وجه الخصوص لتحضير وجبة السحور، والثانية تنبيها منه بقرب موعد الأذان، أما الثالثة فهي إيذانا منه بالإمساك عن الطعام وبدء الصوم”.

وأوضح الحاج أحمد (70 سنة) أن “الطبال” (يقرع الطبل) و”النفار” (يحمل مزمارا طويلا يفوق طوله متر) و”الغياط” (يحمل مزمارا صغيرا) يتشاركون في مهمة إيقاظ المقبلين على الصيام؛ قائلا “في بعض الأحياء تجدهم يتقاسمون المهمة في ما بينهم، أما في البعض الآخر يتولى الثلاثة المهمة نفسها في الحي نفسه لكن بشكل متناوب”.

وأضاف أن “النفار” ينفخ في البوق لإيقاظ الناس للسحور ولا يضرب على الطبلة، أما “الغياط” فيقوم بمهمته عبر آلته الموسيقية “الغيطة”.

ويتذكر العم مصطفى (55 سنة) أحد الصناع التقليديين بمدينة مكناس المغربية (شمال) “الطبال” قائلا “كان لكل حي في المدينة طبال خاص بها، يبدأ عمله قبل موعد السحور بساعتين تقريبا، يتجول في شوارع المدينة وهو يحمل طبلته على عنقه ويضرب عليها بعصا خشبية وهو ينادي مرددا بعض الأهازيج التي تحمل في طياتها بعض الأذكار والأدعية”.

وتابع أن مهمة “الطبال” تبدأ في آخر يوم من شهر شعبان معلنا بذلك عن قدوم رمضان ويستمر بأداء وظيفته حتى آخر يوم من الشهر الفضيل، ويسترسل بقوله “يقدم بعض الأهالي للطبال بعض النقود أو طعام السحور كل حسب استطاعته، لكن من المتعارف عليه أن ‘الفطرة’ (نقود أو طعام) تقدم للطبال في 14 و26 من رمضان”.

وتصارع مهنة المسحراتي من أجل البقاء، حيث لا يزال كل من “الطبال” و”النفار” و”الغياط” يجوبون شوارع بعض المدن المغربية على استحياء في ظل إصرار كبير منهم على مقاومة هذا الأفول، الذي قاد إليه عامل التكنولوجيا الحديثة بتأثيرها سلبا على التراث الشفهي، حيث باتت الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية و”المنبهات” والتلفزيون تنافس “المسحراتي”، أينما حل، وتهدد بانقراض أهم المهن الرمضانية التي تميز المغاربة في الشهر الكريم.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : موقع العرب
التاريخ : 2018-06-10 20:32:52

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك