آخر الأحداث والمستجدات 

كلام على هامش افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان مكناس

كلام على هامش افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان مكناس

في كلمة افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان مكناس،  والتي أوجزها السيد عبد الله بوانو قي ثلاث كلمات (جماعة مكناس ما هي إلا أداة...)، ودامت عن ما يزيد من خمسة دقائق،( أعتذر باسمكم جميعا من السيدات والسادة الذي لم يجدوا مكانا لهم بيننا... و هي مناسبة للتفكير جميعا (الإشارة كانت موجهة للوفد الرسمي) ... في بناء مقر كبير لقصر مؤتمرات بمدينة مكناس). وفي شق كلمته الثانية، أكد أن الدورة الرابعة ستكون من تنظيم هيئة متخصصة في مجال التنشيط . فيما الكلمة الثالثة فقد أسهب فيها القول وصرح أن (النشاط الثقافي عموما حين تنظمها هيئة كان مجلسا أو هيئة كيف ما تكون ... لا بد أن يكون محل نقاش وحسابات وجدال وتصريحات وانتقادات. هذا طبيعي، ومرحبا بكل الانتقادات، ولكن تلك الانتقادات لن تثنينا عن تنظيم الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية لأنها  جزء من هوية مدينة مكناس، جزء من الهوية المغربية جزء من  الثقافة، وجزء من التنمية ...).

كنت لا أود مناقشة كلمات رئيس مجلس جماعة مكناس (الثلاث) في هذا العرس الذي لا ينتهي بمكناس ... في قاعة لا تكفي حتى لضيوف المهرجان الرسميين ... في ليلة لا تنتهي مع المغنية لطيفة رأفت والفكاهي إيكو و المنشط عماد النتيفي (على قلة المنشطين بمكناس) ... هكذا كان عرس مهرجان مكناس في ليلة افتتاح دورته الثالثة. لكن ما شدني إلى الكتابة هي كلمات  الرئيس (الثلاث) حين تحدث بحرقة الانتقادات التي تلحق مهرجان مكناس بالضبط، حين حمل بشرى التفكير الجماعي في إنشاء قصر مؤتمرات كبير لأنشطة المدينة، حين اعتذر باسم من حضر بالقاعة لمن لم يتمكن من الولوج إليها، حين مارس السياسة و بشر الحضور بقيمة الدعم المالي لمكناس في مجال المدن العتيقة .

كل كلام الرئيس لن نختلف في موجهاته الأساس حتى وإن أصبح نصا لغويا (لا ثلاث كلمات)، لن نتزايد عنه بالإفراط. لكنا قد نختلف معه ونعتبر النقد ما هو إلا وجه من أوجه حكامة التدبير والتسيير و التنظيم الحديثة، فحين كانت لازمة القول في الماضي القريب (قولوا العام زين...)،  فهي قد ولت حاضرا و أفلست نحو مقاربة جديدة تعتبر أن النقد ليس بصيغة إعلان الحرب و إنما هو الصيغة الجديدة للديمقراطية و حرية التعبير المسؤول.

لنتفق أولا منذ البداية السيد الرئيس، بأن الغاية الأولية ليست في إدمان نقد مهرجان مكناس، ولا في تجريح منتجوه الاستعراضي، وإنما نروم إلى حلحلة منتوج المهرجان من جوانب حسن التنظيم واحترافيته، ومن جانب اللغة الفنية الملتزمة، ومن جانب الوجه الثقافي النظيف والقيمة النوعية كأثر مضاف على المدينة والساكنة. وأخيرا من حيث وضع اليد ما أمكن على مفهوم القيم المسوقة على (جزء مهم من هوية مدينة مكناس الثقافية والفنية والرياضية) بالمدينة.

كنت لا أود مناقشة كلمة رئيس مجلس جماعة مكناس  في هذا العرس الذي لا ينتهي بمكناس من مهرجانات التخمة التدافع، لكني أحسست أننا أصبحنا عند موعد مهرجان مكناس نشد رحلنا نحو حلبة ملاكمة ونقوم بتوجيه الضربات العشوائية نحو الخصم (بتنوع المواقع ) بلا قفازات واقية. فلا عيب إن كانت مطالبنا منذ القديمة بمسرح كبير للمدينة أو (قصر مؤتمرات)، فلا عيب إن كان حبنا للمدينة يريد بنية تحتية متكاملة بعدها نقول (للرأس غني)، فلا عيب من التفكير العلني في (هيئة متخصصة في مجال التنشيط، أو وكالة مهرجان) موازية لعمل المجلس، حتى تتمكن من جمع تبرعات دعم القطاع الخاص لــ (مهرجان مكناس) بالشكل القانوني.

لحد الساعة بمكناس السيد الرئيس، لم نستطع  الحسم بالإجابة عن سؤال:  ماذا نريد من مكناس المدينة والساكنة؟، هل نريدها مدينة الثقافة؟، هل نريدها لمهرجانات تغطي أشهر السنة؟، هل نريدها مدينة السياحة؟، هل نريدها مدينة الصناعة والمقاولات المالية؟، هل نريدها مدينة الفلاحة و زيت الزيتون؟. قد نختلف فيما بيننا ولكن حين نريد صناعة علامة حصرية لمكناس نتيه في الحيثيات الصغرى و التهافت نحو نقد النقد وتوجيه اللوم الحارق.

متابعة للشأن المكناسي/ محسن الأكرمين

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الاكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2018-12-06 10:59:55

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك