الشعب المغربي يتحدي فيروس" كورونا" بالمواقف الرزينة

لن نتنطع اليوم بالنقد وإبداء لوم أصابع التقصير، ولكن اليوم لا بد من وضع "يد في يد" وبدون ملامسة مكانية لكي نخرج جميعا سالمين من الجائحة وبأقل الخسائر. اليوم يجب أن يسترجع الوعي صحته في الجدية والامتثال للحجر الصحي الإلزامي، اليوم يجب أن تكون آدميتنا الوطنية تنبني على الإيثار والتضامن بدل تسويق صور"اللهطة" في مؤن التخزين، اليوم يجب أن نستحضر أخلاق المغاربة في الكرم وأمل العيش، والبقاء في زمن المستحيل.

لنطهر الذوات بالحب ، حين جمع خوف "كورونا" في البيوت أفراد الأسرة ضمن الحجر الصحي الطوعي والإلزامي، حين وجدنا أن عائلاتنا بخير وطيبين للغاية، عند فتح الحوار والإنصات المباشرة بدون هواتف و لا آلات ركبتنا في وضعيات "توحد"، حين تم تحييد سلوكيات غير سوية اكتسبنها من حياة الحداثة السائلة وتكنولوجيا "التوحد الصناعي" والانزواء الصامت، حين علمتنا "كورونا" أن الحياة جميلة بوطني وبزيادة.

قد تصالحنا بالثقة مع أجهزة الدولة ومؤسساتها ضمن الأزمة الوبائية، قد نتصالح مع الدولة بعد أزمة فيروس"كورونا" لزوما. قد نعيد ترتيب البيت الداخلي للمجتمع والوطن، وتحديد الأولويات بالتردد والسبق وتضمينها ضمن الاستراتيجيات الكبرى للدولة، ولما حتى الاستفادة من وضعيات الماضي (النواقص/ الفجوات). قد يكفينا فخرا جيل ما بعد الاستقلال أن نجرب في حياتنا "مغرب الحرب" لصالح الصحة الجماعية، وكيف تظهر المواقف السديدة والكبيرة للقيادة الوطنية.

فليسجل التاريخ أن دولتنا الوطنية لها تاريخ عميق المعرفة في تدبير الأزمات وتوفير الأمان. فليسجل التاريخ أن الأنظمة الشمولية العالمية أكثر قدرة على صناعة التميز وتجاوز الأزمات وفق منظومة تقييد الحريات إلى حين. فليسجل التاريخ أن شعبي قادر على صناعة المستحيل من إمكاناته المتواضعة وتخطي الوضعيات المميتة. فليسجل التاريخ أننا نعيش الحجر الصحي وتقييد الحرية بلا لغو كلام، ولا سفسطة سياسية مقيتة. فليسجل التاريخ حلم شعب في عيش الكرامة و تجاوز أكاذيب التسويف والتيئيس. فليسجل التاريخ تطبيق مضامين دستور الدولة في ضمان الصحة والرعاية الاجتماعية، وأخلاق العناية لعموم الشعب.