آخر الأحداث والمستجدات 

صهريج سواني الفراغ المائي وعودة التشغيل السياحي

صهريج سواني الفراغ المائي وعودة التشغيل السياحي

صهريج سواني من بين المعالم التي تزيد مدينة مكناس أنفة ورفعة في تفاخر التاريخ العمراني الإنساني. فمن أردت أن تُمتع عُيونه من زائري المدينة تقوم رفقته بزيارة للمدار السياحي المفتوح انطلاقا من معلمة باب منصور/ لالة عودة/ معلمة قارة/ ضريح السلطان المولى إسماعيل/ الدار الكبيرة / سراك/ واجهة القصر الملكي (المحنشة)/ باب الناعورة/هري السواني/ صهريج سواني/ قصر المنصور...). هي ذاكرة مدينة مشعة بالفخر، ومعالم من التاريخ البنائي لتعاقب الحضارات على مدينة مكناس، خاصة في عهد الدولة العلوية الشريفة.

اليوم، والمدينة مُقْبلة على تنظيم الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته (15)، يشكل صهريج سواني صورة نشاز في المنظومة التاريخية بمجموع الحرم الدائري للمنطقة التراثية. يشكل حجرة عثرة في برنامج تثمين المدينة العتيقة بمكناس، والذي بات لحظتها يجر من ورائه ذيول التعثرات والمعيقات الضمنة والشكلية المتتالية، بغير انتظارية وتأهب للمعالجة الفورية. فرغم تلك المجهودات المضاعفة بالتعبئة الشاملة، التي تباشرها السلطات الترابية بالمدينة في تتبع أداء برنامج التثمين الأول من نوعه بمكناس، إلا أن هنالك عدة إشكالات مستحدثة، وتقفز وتنكشف غير ما مرة بالإكراه والتأخير، وتتجذر في مُدَدِ التدبير القانوني والاجتماعي والمقاولاتي لكل تعثر حاصل.

لا يفصل المدينة عن تاريخ بدايات الملتقى الفلاحي الدولي الرسمي إلا شهر ويزيد بالثلث (من 02 إلى 07 ماي)، ومنطقة الملتقى الكبرى (18ه) باتت مثل الأقبية المسيجة بالتحصين والتنظيم المهيكل. سياج الملتقى الحديدي يلتقي بالتقابلية مع سياج صهريج سواني المتهالك والمتهاوي بفعل التقادم وتحطيم الرياح. إنها الصورة غير الحصينة المعيبة عند التسويق العالمي، وأمام الكاميرات الدولية، واستحضار تساؤلات كيف يتم السكوت عن وضعية هذه المعلمة العالمية في تلك الوضعية؟ كيف يمكن تنزيل مجموعة من المقترحات البديلة بالتصويب، والتي تجعل من المشاهد والمتلقي الدولي يقول: بأن المدينة تُحيي تراثها، وتحتفي بمرجعية معالمها التاريخية، وتعزز من رصيد علامة صورة المنطقة الأثرية؟ كيف يتم تنزيل مستوى خطة بديلة بجدية الاقتراحات والتوجيه في تنظيم منطقة الملتقى الدولي للفلاحة الكلية، دون الكشف عن أسئلة علامات الاستفهام حول صهريج سواني؟ وعن غياب التسريع الرزين في ترميم الصهريج، وكذا أجوبة مستحدثة عن غياب الماء المتدفق بقلب المنطقة السياحية في مكناس، وكيفية إعادة التوظيف ومصدر الماء؟

قد تكون الإكراهات اللاحقة بتنزيل برنامج تثمين المدينة العتيقة (2019/2023)، تفوق بكثير ذات الجهد المضاعف في تتبع الجودة والملمح الأنيق، وتلك التعديلات اللاحقة بالضبط والتصويب. لكن الإكراه الكبير الذي تتعرض إليه المدينة اليوم بالذات، في مشهد صهريج سواني ضمن قلب ملحقات الملتقى الدولي للفلاحة، وما يشكله من رؤية غير سوية لا بين الزمن الماضي والحاضر، ولا بين الهدف الأول من توطين الملتقى الفلاحي بذات المكان التاريخي و الحرم الأثري العالمي.

لهذا وغيره من المعطيات المتوفرة، ومن البدائل الممكنة بالجدية والتنفيذ الأدق، لا بد من وضع خطة تجعل من صهريج سواني منطلقا أوليا للتفكير بأن المدينة سائرة في تثمين وجهها الحضاري التراثي، كما أنها تخطو نحو التنمية وتثمين الإنسان في بعده الوجودي والبيئي (تحويط الصهريج بأشجار في حوامل تقليدية... ونزع ذاك السياج المتهالك).

 

 

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-03-19 15:21:43

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك