بالصور.. هكذا خلدت عمالة مكناس الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

وترأس اللقاء عامل عمالة مكناس، بحضور رؤساء المجالس المنتخبة ورؤساء الغرف المهنية، إلى جانب أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، وأعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية الاقتصادية، ورجال السلطة رؤساء اللجن المحلية للتنمية البشرية، وكذا أعضاء اللجنة التقنية التابعة للجنة الإقليمية للتنمية الاقتصادية، وفعاليات المجتمع المدني الشريكة في تفعيل برامج المبادرة الوطنية وممثلو ووسائل الإعلام.

وشكل هذا اللقاء مناسبة لاستحضار التوجيهات السامية لصاحب الجلالة، التي جعلت من المبادرة الوطنية ورشًا استراتيجيًا دائمًا يهدف إلى محاربة الفقر والهشاشة وتعزيز التماسك الاجتماعي وصيانة كرامة المواطن المغربي، مع تركيز خاص في مرحلتها الثالثة على تنمية الرأسمال البشري لدى الأجيال الصاعدة. وخلال كلمته، أشاد السيد العامل بالمنجزات التي تحققت خلال عشرين سنة من العمل، مبرزًا التحول النوعي الذي عرفته مؤشرات التنمية البشرية بفضل الرؤية الملكية المتبصرة، حيث سجل المغرب، ولأول مرة، انتقاله إلى فئة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة حسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر في 6 ماي 2025، بعد أن ارتفع مؤشر التنمية من 0.456 سنة 1990 إلى 0.710 سنة 2023، أي بزيادة بلغت 55.7%.

كما تم خلال اللقاء تقديم حصيلة منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مكناس للفترة 2005-2025، والتي همت إنجاز 2483 مشروعًا وعملية، بغلاف مالي إجمالي قدره 1699.8 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بنسبة 63%.

وقد توزعت هذه المشاريع على عدة مجالات: ففي قطاع الصحة تم تنفيذ 164 مشروعًا بغلاف مالي يفوق 106 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بـ62.10 مليون درهم، وشملت التدخلات تأهيل وتجهيز المؤسسات الصحية وتوفير وسائل النقل الطبي وتنظيم قوافل طبية ودعم النساء حديثي الولادة، مما ساهم في تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية وجودتها، خاصة في المناطق القروية.

أما في قطاع التعليم، فقد تم تنفيذ 553 تدخلًا بغلاف مالي قدره 339.09 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بـ278.5 مليون درهم، وشملت تأهيل المدارس وبناء دور الطالب والطالبة وتوفير النقل المدرسي، إلى جانب برامج الدعم التربوي والمبادرة الملكية "مليون محفظة".

وعلى مستوى الإدماج الاقتصادي، تم تمويل 771 مشروعًا لفائدة أكثر من 17 ألف مستفيد، باستثمار ناهز 183.98 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بـ132.76 مليون درهم، ما مكن من تحسين دخل الفئات المستفيدة.

وفي ما يخص البنيات التحتية والخدمات الأساسية، تم إنجاز 335 مشروعًا لتحسين الولوج إلى الماء الصالح للشرب والكهرباء وفك العزلة عبر بناء الطرق والمنشآت الفنية في العالم القروي. كما تم تنفيذ 218 مشروعًا لدعم الأشخاص في وضعية هشاشة، بغلاف مالي إجمالي بلغ 194.43 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بـ137.5 مليون درهم، واستهدفت هذه المشاريع فئات متعددة من الأطفال والنساء والشباب والمسنين بدون موارد، عبر إنشاء مراكز استقبال وتوفير خدمات اجتماعية وصحية متنوعة.

وشهد قطاع الشباب والرياضة إنجاز 148 مشروعًا بغلاف مالي بلغ 192.1 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بـ102.6 مليون درهم، مكنت من تعزيز البنيات الرياضية عبر بناء ملاعب وقاعات ودور شباب ومسابح، إلى جانب توفير وسائل النقل الرياضي. كما تم إحداث وتجهيز 94 مركزًا متعدد الوظائف موجهة للنساء والشباب في إطار دعم التكوين المهني والتمكين الاقتصادي. وفي الجانب الثقافي والديني، تم إنجاز 46 مشروعًا لبناء وتأهيل وتجهيز مرافق ثقافية ومساجد ومدارس قرآنية، بغلاف مالي بلغ 42.37 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بنسبة 37%.

وقد مثّل هذا اللقاء مناسبة لتعزيز التنسيق بين مختلف الشركاء والمتدخلين من أجل تثمين المكتسبات، وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع، وتعبئة الموارد لضمان استدامة المبادرات التنموية على المستوى الإقليمي.

وفي ختام اللقاء، أشرف السيد العامل والوفد المرافق له على افتتاح معرض للمنتوجات المجالية وورشات تفاعلية لفائدة العموم، ممتدة من 19 إلى 23 ماي بالساحة الإدارية، حيث قام بجولة تفقدية داخل أروقة المعرض. ويأتي هذا الاحتفال كتتويج لجهود جماعية وانخراط فعلي من مختلف الفاعلين في التنمية البشرية، وتجسيدًا لروح المواطنة والتضامن التي تشكل جوهر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باعتبارها رافعة استراتيجية للتنمية المتوازنة والشاملة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.