آخر الأحداث والمستجدات 

محسن الأكرمين يكتب : مرحبا بكم في مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية

محسن الأكرمين يكتب : مرحبا بكم في مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية

قد نختلف في شكليات التحكم في هيكل برنامج مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية، وتمريره بطريقة نمطية لا تخلو من الاستنساخ والرتابة كل سنة. قد يزيد اختلافنا حين يتم تغييب المدينة في جل قرارات برنامج المهرجان وفواصل معروضاته الفنية والثقافية. لكنا بطبيعة الحال، تأتينا الغيرة عن الوسائط الثقافية التنظيمية بالمدينة، حين يتم استهدافها بالتكليف كحاضن أمين للتمرير، والوقوف على إنجاح عتبات المهرجان.

 

كنا نأمل أن يكون مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية في دورته (24) هذه السنة، نقطة تحول في منظومة بناءات المهرجانات المتهالكة بمدينة مكناس (مهرجانات يوم الافتتاح والختم).

 

كنا نُمني النفس كل سنة أن يكون المهرجان حافزا في خلق نوعية الدينامية الفنية والثقافية بالمدينة، وجعلها مرجعا لعمليات تحديث التنمية والانطلاقة نحو المجالية الواسعة، لكن بحق فالتراكم الكمي لسنوات المهرجان باتت رتيبة، ولم تنقله نحو الجودة، واستخلاص العبر من وراء تقييم حقيقي لمنتوج المهرجان (فيما مضى)، والذي أضحى يكرر نفسه سنة بعد سنة بدون تحسين في أداء ومرجعية الأثر.

 

كثيرة هي المدن التي تعمل على جعل المهرجانات مؤشرا لتحقيق التنمية والتمكين الثقافي والفني، وكذا كسب معادلة التسويق والحركة الاقتصادية، ولما لا حتى تفريغ الاحتقان والتنفيس عن الذوات (وما فعله طوطو في مهرجان موازين 2025/ ولي في أمره رأي آخر)، وكذا العمل على إبراز المواهب، وتدبير الزمن الفني الثقافي بالمدينة.

 

 هنا نقول: بأن المهرجانات الأصيلة قد باتت مشروع مجتمع تكاملي، تلعب على المحافظة على الأصالة، وفتح بوابات التحديث والحداثة، من تم فهذه الخاصية قد تم سحبها من مكناس بالتمام، وبات المدينة تستهلك ما يتم التنصيص عليه بالمديرية الجهوية (قطاع الثقافة/ فاس)، وكأن المدينة لا مشروع ثقافي وفني لها بتاتا !!!

 

استراتجيات القيمين عن مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية، باتت تُوازي تحقيق الرقم العددي فقط، وبأن المهرجان بات عددا في أجندة وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، ولا بد من تمريره بأخف الأضرار، وألين الآليات الفنية، وتوسيع منطقة الأنشطة والمعروضات الفنية (50) !!! وقد تكون بدون أثر يذكر على مستوى تسويق المدينة سياحيا، وخلق الترفيه النظيف، والتنشيط الثقافي والفني الراقي!!! هنا نقول بجدية: بأن المهرجانات ليس من النوع الترف والبذخ، واستهلاك المال العام والزمن الثقافي والفني بدون فوائد مرجعية على مستويات التنمية، بل لا بد من إعادة صياغة التصويبات الممكنة لمهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية.

 

من المفاجآت حين تم الإخبار بتواريخ المهرجان ( من 3 إلى 6 يوليوز 2025)، بشكل عمودي على المدينة (رَاهْ وليلي من تراب عمالة مكناس !!!).

 

هذه الاستعجالية التي حاولت خلق التباعد بين مهرجان وليلي، وما يتم تصويبه على مستوى الجهة (مهرجان عيساوة) !!! فقد كان التخطيط بحق من بين الإكراهات السبقية، والتي لن تجعل من أيام المهرجان مظهرا من مظاهر الحياة الثقافية والفنية المستلهمة للقيم الكونية بالمدينة.

 

التخطيط للمهرجانات يتطلب بحق روح منطق التشاركية والمشاورات، لا استهلاك التناسخ والنمطية، فقلب المهرجان النابض كيف ما كان يستوجب اعتبار الإنسان والمدينة في قلب التنمية، وبأن المهرجان ما هو إلا جزء ميسر ليكون رافعة للتمكين. هنا حتما سيتم تغييب منطق رهان التنمية في نسخة المهرجان (24)، على عدة اعتبارات أساسية منها يوم الافتتاح الذي لم يتم تطوير رؤية تصويبية له ( إنشاء مسرح وليلي)، أو خلق ساحة مجهزة ومخصصة للمهرجان فقط. من تم قد تغيب استراتيجيات التحديث، وغياب التكهن بإشباع رغبات المريدين لبرنامج المهرجان بأنفة الرقي الفني والثقافي.

 

اليوم التغيير ليس في التحكم العمودي في دواليب المهرجان، فالتغيير الحقيقي يجب أن يوازيه" تغيير في الرؤى والذهنيات المبرمجة... وفي تنوير المناطق العتمة من عتبات مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية... لكي يصبح بحق دوليا".

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-07-02 21:19:46

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك