آخر الأحداث والمستجدات 

نحو رؤية إستراتيجية لمهرجانات مكناس

نحو رؤية إستراتيجية لمهرجانات مكناس

مازالت مهرجانات مكناس تجتر وتجر نفس الأعطاب البنيوية المستديمة. مهرجانات يتم تدويرها -(روسيكلاج/ Recyclage)- باستمرار في كل المواسم والاحتفالات، وبنفس المقاييس والمواصفات والإخراج، وكأن المدينة لا تتطلب أنفاسا أخرى من التجديد، واستحضارا للذكاء الفطري والصناعي، بل ترضى دائما العيش في جلباب التكرار ومقولة: (اقْضِي بَلِي كَايَنْ !!!).

 

حقيقة أكيدة تُمرغ أنف المدينة عُنوة، حين لم تصل مكناس إلى نقطة بداية الاستقلالية الثقافية والفنية، واللعب على تخليص المهرجانات من الإملاءات الأفقية (الجهوية/ المركزية)، فاليوم وغدا ستستهلك المدينة فقرات مهرجانات تُنقش تصوراتها خارج أسوارها السلطانية، من تم قد لا نستوثق في المستقبل تغييرا ممكنا من المهرجانات الآتية، بل ستبقى السطحية والرداءة هما أصل الصناعة الفنية والثقافية عموما بمدينة قانعة طيعة!!!

 هُمْ بالكثرة غير المحصية بالتوثيق ممن استفادوا من ريع مهرجان ما بالمدينة !!!لا يعجبهم بتاتا رأينا المتواضع في النقد الآليات، وتفتيت خلفيات تلك المهرجانات التي تشبه حج المواسم ، ولا تصنع حتى الفرجة النظيفة. نعم، قد يقولون: أن المدينة مستهدفة في تَبخيس منتوج مهرجاناتها، والتي تحقق نجاحات تقاس فقط في الورق وفي تقويم (ما تبقى...من الفائض الواجب استهلاكه)!!! لكنا نؤكد بالمطلق مؤشر غياب الاندماج الفعلي لمهرجانات مكناس في الصناعة الثقافية الحصرية، والتنشيط الفني السليم، والتسويق بالمدينة. فجل إن لم نقل كل المهرجانات المتراكمة والكمية، لم تعمل بتاتا على الانتقال من سياسة الدعم واحتضان الدولة والسياسي لها!!! إلى منطق الإنتاج الذاتي المستديم بالتطوير والتوضيب، بل بقيت وفية في نيل رعاية الدعم (المال العام)، والاستفادة من الفراغ الفكري والفني بالمدينة، والفعل الثقافي السطحي المعطوب بمكناس !!!

قد تمتلك المهرجانات القوة الناعمة في قدرة التأثير على نمذجة التنشئة الاجتماعية، و قد تعد الرافعة الاقتصادية والتنموية في الإشهار، و لما لا الانخراط في شق التنفيس الحقيقي لذاتية سخط الشباب على الوضعية المتوحشة ( نموذج طوطو/ مهرجان موازين الرباط) !!!لكن من سوء المدينة الذي يلازمها حتى في تنوع مهرجاناتها قضايا التسطيح واستغفال الثقافة والفن!!! فعندما تغيب المعرفة بقضايا المجتمع الرصينة، تبيت المهرجانات تماثل (كرنفال) الضجيج والهجانة القاتلة، ونوعية من استعرض مظاهر أشعة الإنارة الفاتنة والمتموجة (منصات العرض) لتغييب الفن والمثاقفة النظيفة، وتسويق الرخاوة الفنية (الفولكلورية).

قد يكون ارتباط النقاش البديهي في استدامة معروضات مهرجانات مكناس، بضرورة تحقيق التطوير الذاتي الآلي، وتحقيق الاستقلالية التدبيرية والمالية، وتنويع رؤية الإبداع الثقافي والفني، ونوعية حمولاتها القيمية والاجتماعية التي تواكب التحولات العميقة والكونية. اليوم مهرجانات مكناس لا بد أن تتحول من مفهوم الدعم (السياسي واللاسياسي) إلى دعم ذاتي لإنتاج رغبات المستهلكين والمريدين، والعمل على الاشتغال وفق بيئة صحية من الشفافية وتقويم الأداء، والأثر بمرجعية الشفافية!!! نعم ننتظر من مهرجانات مكناس: التأسيس لوعي جمالي جديد لا يحتمي فقط بالتراث والماضي!!! وكذا العمل على تشجيع الرعاية الفنية والثقافية من قبل المؤسسات الاقتصادية، لا مؤسسات الدولة المانحة!!!

لا أحد ينكر بأن المهرجانات كنز استراتيجي في تحقيق التلاؤم بين تحديات الحاضر و رهانات المستقبل، وفي خلق إشعاع ثقافي وفني شامل بالتوازن للمجتمع. هنا نقول: أن الارتقاء بمهرجانات مكناس لتصبح بدائل تنويرية إشعاعية، ورافعة ثقافية وتنموية، يحتاج إلى الكثير من الجهد المضاعف، وحتى ذكاء قرارات إقصاء مهرجانات الريع (حلال) ليس بالتعسف بل بالمساءلة والمحاسبة (عمَّا تم، وما لم يتحقق من المال العام) !!!

نعم، يكفي مهرجانات مكناس من سياسة الدعم المعطاء بلا حسيب ولا رقيب!!! نحو التفكير الجديد في أشكال التسويق والاحتضان الاقتصادي والاستثماري (نموذج مهرجانات بالأداء)،  الموجه نحو فئة من جمهور يؤمن بوظيفية الجمالية لا الاستهجان الفني السمج!!! حقيقة لا بد منها، ويجب الارتكاز على محورها الضيق، فقد نقول: بنهاية سياسة الدعم السخي، مهما كانت نوعية سقاياته الوفيرة (المحلية/ الجهوية/ المركزية)، نحو بديل جديد يتطلب الإصلاح الفعلي، والبقاء للأفضل من المهرجانات، والجواب عن سؤال: ما نريده من جيل يعشق لغة (طوطو) !!!

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : متابعة محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-07-06 16:37:02

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك