موسم مولاي عبد الله أمغار.. نجاح استثنائي يستقطب ملايين الزوار ويؤسس لنموذج وطني في التنظيم

تميزت نسخة الموسم الحالية بتنظيم محكم وغير مسبوق، بفضل الإشراف المباشر لعامل إقليم الجديدة، السيد امحمد عطفاوي، الذي قاد، رفقة فريق عمله بالعمالة، وانخراط فعال لكافة رجال السلطة على مستوى الإقليم، إلى جانب جماعة مولاي عبد الله برئاسة مولاي المهدي الفاطمي، خطة شاملة شملت جميع الجوانب اللوجستية، الأمنية والخدماتية.

وشهد الموسم إدخال تعديلات مهمة على البنية التحتية، منها نقل منصة السهرات الليلية إلى مدخل الفضاء، بهدف تخفيف الضغط على مركز الفعاليات، وتوفير مسارات واضحة تسهم في انسيابية حركة الزوار والمركبات. كما تم تعزيز نظام المقاطعات بإحداث أخرى جديدة، ليصل عددها خلال هذه النسخة إلى 22 مقاطعة، تشرف كل منها على رقعة جغرافية من فضاء الموسم الممتد على مساحة عدة كيلومترات مربعة.

الأجهزة الأمنية لعبت دورا محوريا في ضمان سلامة الزوار، بقيادة جهاز الدرك الملكي تحت إشراف القائد الجهوي الكولونيل ماجور عبد المجيد الملكوني، الذي اعتمد استراتيجية "أمن القرب" والتنسيق العالي المستوى مع سرعة التدخل والتفاعل مع كل المستجدات، مدعوما بالقوات المساعدة، والوقاية المدنية، وفرق النظافة، ومصالح الماء والكهرباء، إضافة إلى شركة “FILAT” التي أشرفت على تنظيم الفعاليات الفنية والثقافية بمعايير احترافية.

على المستوى التراثي، واصل الموسم تقديم عروض "التبوريدة" التي تُعد من أبرز رموزه، بمشاركة أكثر من 120 سربة للرجال وثلاث سربات نسائية، ولهذه الغابة تم تهيئة "محرك" رئيسي وآخر بمدخل الموسم، يسهران على تقديم أفضل العروض وسط إقبال جماهيري منقطع النظير.

الجانب الفني والترفيهي حاضر بقوة في المهرجان، من خلال برمجة سهرات فنية يومية بمشاركة عدد الفرق المحلية ونجوم الفن الشعبي، فضلا عن تخصيص فضاء للمساندين الرسميين لهذه التظاهرة، تتضمن بدورها فقرات فنية ومسابقات تستهدف مختلف الشرائح، خاصة الأطفال.

على المستوى الاقتصادي، خرج الموسم من طابعه التقليدي والعشوائي ليصبح تظاهرة ثقافية وفنية وسياحية كبرى تسهم في تعزيز التنمية المحلية، من خلال حجم المبادلات التجارية ورقم المعاملات التي تُنجز في غضون أيام قليلة. كما يتميز بتركيبة فريدة وحصرية تجعله من بين أقل الوجهات السياحية تكلفة ماديا، نظرا لاعتماده على نمط الإقامة في الخيام التي تتراوح أسعار كرائها بين 100 و500 درهم للأسبوع. إضافة إلى ذلك، يقع الموسم بالقرب من أحد أشهر وأجمل شواطئ دكالة الساحرة، شاطئ سيدي بوزيد، الذي يمكن الوصول إليه مشيا على الأقدام أو عبر حافلات مخصصة لخدمة زوار الموسم.

من بين الطرائف المميزة لنسخة هذه السنة من الموسم، الحضور اللافت للاعبات المنتخب النسوي اللواتي بلغن نهائي الكأس القارية وحظين بشرف استقبال ملكي. فقد فضلن المبيت في إحدى الخيام التقليدية لموسم مولاي عبد الله أمغار، في ضيافة قبائل سبت سايس، بدلا من الإقامة في فندق خمس نجوم بالجديدة. إلى جانب ذلك، شهد الموسم زيارة البطلة الأولمبية والوزيرة السابقة نوال المتوكل، التي تقضي عطلتها في مسقط رأسها بمنطقة سبت سايس بدكالة. هذا دون الحديث عن عشرات المشاهير وكبار رجال الأعمال سواء بمنطقة دكالة أو المغرب عموما، الذي يحرصون سنويا على زيارة هذا الفضاء الساحر.

نجاح الموسم خلال سنة 2025 على وجه التحديد، من خلال بلوغه أعلى مستويات النضج، عزّز مكانة مولاي عبد الله أمغار كوجهة آمنة وجاذبة للعائلات ومغاربة العالم، ومختبر حي لقدرة المغرب على تنظيم فعاليات كبرى تستقطب أعدادا هائلة من الزوار في إطار الاستعدادات لتنظيم بطولة كأس العالم 2030. ويجمع المتتبعون على أن بصمة العامل امحمد عطفاوي كانت بارزة في هذا النجاح، بفضل تنسيقه المحكم بين مختلف المتدخلين وتتبعه المباشر لكل صغيرة وكبيرة، وتعبئة كل الإمكانيات لضمان نسخة ستظل مرجعية في تاريخ هذا الحدث الوطني الكبير.