إزالة سويقة حي برج مولاي عمر تفضح هشاشة حي وأزمة مدينة

ففي الوقت الذي انتظرت فيه الساكنة مشاريع تنموية حقيقية تعيد الاعتبار للمنطقة، بقيت أغلب المبادرات حبيسة الوعود والشعارات الحزبية التي لم تتجاوز رفوف الحملات الانتخابية. بل إن بعض الدكاكين السياسية تحاول العودة إلى الواجهة بأسلوب بئيس ومثير للشفقة، من خلال استغلال خدمات جماعية أساسية كالمصابيح العمومية، في محاولة لكسب تعاطف الساكنة.

وبالإضافة على عدد من المرافق الحيوية ودور الشباب والثقافة، يظل غياب سوق نموذجي بالحي أحد أبرز تجليات هذا التهميش، حيث لم يتم توفير بديل منظم يحترم كرامة التجار وراحة الساكنة. أما سوق الريحان، الذي شُيد ليكون نموذجا يحتذى به، فقد تحول إلى فضاء شبه مهجور بعدما استولى سماسرة على عدد كبير من محلاته، في مشهد يبرز بجلاء ضعف الحكامة في تدبير المرافق الحيوية بالمدينة.

هذه الوضعية انعكست أيضا على مصير تجار سويقة حي البرج الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للاستقرار في فضاء عمومي يعد متنفسا حيويا للساكنة، في حل ترقيعي جديد أثار موجة من الغضب والرفض. وهو ما عكس مرة أخرى غياب رؤية واضحة لدى المسؤولين لتدبير الشأن المحلي، حيث يتم إخماد أزمة بخلق أزمة أخرى لا تقل وطأة عنها.

وتبقى ساكنة حي برج مولاي عمر، كما غيرها من أحياء مكناس، في انتظار حلول جذرية تعيد الاعتبار للمدينة، وتضع حدا لسياسة الترقيع التي لم تنتج سوى مزيد من الاحتقان والتذمر.