آخر الأحداث والمستجدات
بعد بضعة أشهر على إعادة تاهيلها.. كتابات لا حضارية هركاوية تصيب أسوار الدار الكبيرة
البناء الحضاري بمدينة مكناس بات يستعيد رونقه التاريخي والمادي، ويترصع بالجواهر من خلال تثمين المدينة العتيقة. وبات الملمح البهي للتراث العمراني المادي يسمو بالجمالية والأناقة، والعودة بالمدينة العتيقة نحو الحاضر الذي يحتفي بالأصول والثوابت الوطنية. فلم تكن عمليات تثمين المدينة العتيقة بمكناس بالسهلة ولا الهينة في الدراسة والتنزيل، بل كان من أشد البرامج على الصعيد الوطني قوة وإشكالا في إعادة الترميم والتأهيل بمميزات اعتبارية ذات مرجعية تاريخية حاضرة بالالتزام والمسؤولية، ولما حتى رؤية التجديد بالعودة من الماضي نحو الحاضر بقوة ومظهر راقي (سقف قبة السفراء).
كل العمليات كانت تبحث عن التأصيل الأصيل للتراث العمراني بمدينة السلاطين، ومحاولات الموافقة بين تاريخ المنشأ وتاريخ الترميم والتأهيل. لذا كانت معايير التثمين بمكناس تستحضر الموازنة التاريخية وكيفيات التوضيب والضبط الثاني في الحاضر، فضلا عن التدقيق في الإخراج والتوصيف النهائي للمشهد العمراني. من تم باتت مكناس تنتظر وبشغف البرنامج التكميلي لعمليات التثمين، والذي قد يمتد إلى خارج معقل المدينة العتيقة، نحو بنايات ذات قيمة تاريخية وروحية وثقافية (مولاي إدريس زرهون/ أكوراي...).
اليوم أياد خفية بالسوء تمتد نحو تلطيخ المآثر التاريخية بكتابات غير دالة، ولا ذات نفعية سلوكية وثقافية بالمدينة. اليوم من (التبرهيش) الذي يسيء للمعالم العمرانية تلك الكتابات التي ظهرت بمنطقة الدار الكبيرة التاريخية (جماعة المشور الستينية)، والتي باتت قبلة للسياح الداخليين والخارجيين. حينها نتساءل: أين الوعي المدني؟ أين هي جمعيات المجتمع المدني؟ أين هي حراسة المآثر التاريخية من التشويه والنهب؟
تشويه المعالم التاريخية بتلك الكيفية البدائية بات أمرا شائعا بمدينة مكناس، حيث نرى نفس (الخربشات الرديئة) بذات الأسوار بكل من باب القصدير وباب كبيش...وغيرهما من المآثر التي انتهى العمل من ترميمها. إنه بحق سلوك غير مدني، ولا يحمل أي وعي اجتماعي لقيمة العمراني التاريخي بمكناس.
فمن العيب أن يمر السائح للزيارة ويجد كل الأسوار (نموذج الدار الكبيرة) تشابه سبورة خشبية مُهترئة. من العيب القانوني ألا نحمي تلك الأسوار والقصبات والأبواب والسقايات التي تم ترميمهم من ذاك العبث المتمثل في السرقات (صنابير السقايات)، وتلك الكتابات المشؤومة، وتلك الحوادث القيادية غير المسؤولة (باب الخميس).
اليوم بات لزاما تثبيت كاميرات تدون كل كبيرة وصغيرة وتوثق كل من يخرب تاريخ المدينة. بات من اللازم تفعيل شرطة المآثر التاريخية، والتي توازي في عملها الشرطة السياحية. اليوم بات من اللازم الأكيد تفعيل القانون وتطبيقه على كل من تبث في حقه تشويه معالم المدينة العتيقة.
ومن المشاهد غير الصحية تلك القطط التي تعيش متجولة بمنطقة الدار الكبيرة وبأعداد كثيرة، والكل يقوم برعايتها في جوانب الأسوار وبالقبب (رمي فضلات الطعام/ بقايا الحوت...)، مما يسبب روائح كريهة تُزكم أنوف المارة والساكنة (المنطقة تعرف استقطابا سياحيا). فالرفق بالحيوانات سلوك حضاري ولا نختلف في مقصده، ولكن يجب كذلك أن يتجلى هذا السلوك المدني في الحفاظ على نظافة الأزقة والدروب العتيقة (نموذج الدار الكبيرة). هنا قد لا تفوتنا الفرصة من إلقاء التحية على عمال النظافة بجماعة (المشور الستينية)، ودورهم القيادي في جعل المنطقة قبلة للسياح والزائرين بجودة النظافة والرؤية البيئية الجميلة.
| الكاتب : | محسن الأكرمين |
| المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
| التاريخ : | 2025-10-30 21:12:25 |














