Omrane

 آخر الأحداث والمستجدات 

رغم استفادته من ملايين الدعم العمومي.. إقبال ضعيف وشبه منعدم على مهرجان بمكناس للمسرح

رغم استفادته من ملايين الدعم العمومي.. إقبال ضعيف وشبه منعدم على مهرجان بمكناس للمسرح

كما كان متوقعا، عرفت فعاليات مهرجان مسرحي استفاد من دعم عمومي سخي، الجارية هذا الأسبوع بمكناس، إقبالا جماهيريا ضعيفا إلى حد شبه منعدم، ما أثار تساؤلات حول جدوى التمويل المخصص له ومدى تحقيقه للأهداف الثقافية المنشودة.

وحسب مصادر لموقع مكناس بريس، فإن عددا من عروض هذا المهرجان المستفيد من دعم عمومي تطرح حوله أكثر من علامة استفهام، قُدمت أمام مقاعد شبه فارغة، رغم الحملات التواصلية التي سبقت الافتتاح. كما سجّل حضور محتشم، رغم أن المدينة معروفة بحيويتها وشغف جماهيرها المتفاعلة مع الفن والإبداع. فمن كان يظن أن قاعة دار الثقافة الفقيه المنوني، التي امتلأت عن آخرها خلال احتضانها قبل أسبوع حفلا فنيا بقيادة المايسترو المغربي أمين بودشار، بشبابيك مغلقة، بتمويل من الخواص وشباك التذاكر، ستبدو خاوية على عروشها خلال فعاليات ما يسمى مهرجان مكناس خشبة لمسارح العالم المستفيد من مختلف أنواع الدعم العمومي !!!

 

ويرى مهتمون بالشأن الثقافي أن ضعف الإقبال على هذا المهرجان يعود إلى عدة عوامل، من بينها غياب برمجة جذّابة، وقصور في الترويج، فضلا عن عدم انفتاحه على محيطه من المؤسسات التعليمية بمختلف مسالكها والجامعية بمختلف شعبها، عكس باقي المهرجانات التي تحتضنها المدينة المعروفة بجدية القائمين عليها، سيما مهرجان "فيكام" ومهرجان الفنون الحضرية، اللذان يحرصان كل الحرص على إشراك مختلف شرائح المجتمع خاصة التلاميذ والطلبة.

 

وأمام هذا الوضع العبثي لصرف الدعم العمومي دون دفتر تحملات واضح المعالم، أو طلب عروض مشاريع مفتوح أمام الجميع على حد سواء، يطالب عدد من المهتمين بالشأن الثقافي بالعاصمة الإسماعيلية بضرورة مراجعة طريقة تدبير الدعم العمومي الموجه للمهرجانات، وربطه بمؤشرات واضحة تتعلق بالحضور والتفاعل والأثر الثقافي.

 

هذا ولم تشفع الدورة الرابعة لهذا المهرجان المسرحي بمدينة مكناس في استقطاب الجمهور، رغم ما استفاد منه القائمون عليه من مختلف أنواع الدعم العمومي. وبحسب معطيات من داخل الوسط الثقافي، فإن محاولات الانفتاح على الفضاءات العمومية، كساحة لهديم، لم تغيّر من واقع الإقبال الضعيف، ليظل المهرجان بدون أثر فعلي على مستوى المدينة أو ساكنتها.

 

ويؤكد عدد من المتابعين أنّ حجم الإمكانات المالية واللوجستيكية التي تم تجنيدها لهذه الدورة لم يترجم إلى دينامية ثقافية أو إشعاع فني كما كان يُنتظر. كما أنّ الجهات الداعمة، من مجلس الجهة ومجلس العمالة ومجلس الجماعة، لم تنجح رفقة الجهة المنظمة في خلق تفاعل ثقافي حقيقي قادر على الارتقاء بالممارسة المسرحية داخل المدينة.

ويضيف فاعلون في المجال المسرحي أنّ المهرجان، على الرغم من سنوات تنظيمه المتتالية، لم يسهم في بروز فرق جديدة تسعى إلى الاحتراف أو في اكتشاف طاقات شابة قادرة على تجديد المشهد المسرحي المحلي. ويظل هذا القطاع، حسب تعبيرهم، حكرا على فرقة واحدة برأس مدبر واحد، تستفيد بشكل مستمر من مختلف أشكال الدعم، في ظل ما يُوصف بـ"الإقصاء الممنهج" للفاعلين المسرحيين الآخرين، بمن فيهم الفنانون المكناسيون المتوّجون محليا ووطنيا ودوليا.

 

ويطرح هذا الوضع، مرة أخرى، سؤال الجدوى من تخصيص موارد عمومية مهمة لمهرجانات لا تحقق أثرا ثقافيا ملموسا، ولا تنجح في استقطاب الجمهور أو المساهمة في تطوير المشهد المسرحي بمدينة مكناس.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-12-12 17:12:17

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك