Omrane

 آخر الأحداث والمستجدات 

حتى لا نبيع الوهم بمدينة مكناس

حتى لا نبيع الوهم بمدينة مكناس

من المفارقات التي تُغري بالتتبع والملاحظة، بيع الوهم بمدينة مكناس عبر سوق رائجة ولا تنتهي من إنشاء أحلام وردية بالتفخيخ المستديم. بيع الوهم الفضي يتأسس بمكناس على عمليات التسويف والتمطيط، وكل واحد بمدينة المتناقضات يقول: ( فُولِي طَيَّابْ) ويمكن أن يتبناه عاجلا أو لاحقا بأنه (بائع الأحلام). لا علينا فنحن لا نقبل بالتجديف المعاكس مطلقا أمامنا، ولو ببيع الوهم (السحري)، مادامت مجاديف تنمية مدينة مكناس قد تم كسرها غير ما مرة من قبل سياسيي مدينة ألفوا الاستفادة من مآسي ومن إكراهات واختلالات مكناس في سياسة التمكين.

من حِسْبة الهُراء التخميني، أن التنمية بمدينة مكناس لا تُقايس الطفرة النوعية التي تسير بها مدن الحظوة ذات السرعة المتناهية. وهذا مرجعه يتحدد في غياب حق المدينة الدستوري من جلب المال العام المركزي، ومن سياسة التمييز الإيجابي لعدة اعتبارات تاريخية وموضعية وجغرافية. من تم فالمدينة "باغيا فقط حقها من المال العام المركزي... ومن مشاريع الدولة الكبرى " !!! اليوم، وغدا لن تكون التنمية بمكناس في مزاد بيع الوهم الانتخابي، ودغدغة مشاعر الساكنة عامة، فلا ملعب كبير، ولا مسرح كبير، ولا توسعة للملعب الشرفي... فالمدينة تمارس لغو الكلام وفي الختم تقول: آمين !!!

 

في تخطيط الدولة الكبرى، و كذا الجامعة الملكية لكرة القدم فقد انتهى زمن إنشاء الملاعب (الكبرى) وفي هذا نقول: "فَاتْ المدينة الغرس في فصل الربيع !!!" ملاعب متعددة تم تركيزها بالضبط بين البيضاء والرباط في ظل غياب كلي لمعادلة العدالة المجالية والترابية. 

مدينة تابعة في تقطيعها الجهوي لقطب فاس !!

 

من تم قد يرتكز تخطيط الدولة (العام) أن مدينة مكناس تأتي في القطب الثاني للجهة فلا داعي لتسريع إنعاش التنمية بها بالتماثل مع فاس، مادامت المدينة في تناحر سياسي داخلي، ولن ينجح في تدبير شأنها المحلي لا زيد ولا عمرو... !!! وحتى الأمل الذي كان في رئاسة جهة فاس مكناس (الرئيس من مكناس)، فقد تبخر الحلم، و لم ينفعها البتة في التمييز الإيجابي (مادامت فاس قد استفادت من مشاريع المونديال 2030)، بل تم ممارسة السياسة الباهتة وتسويق الملامح السياسية بدل التنموية، و تم دعم مهرجانات بعينها للتسويق (السياسي) بدل المراهنة على دعم مشاريع هيكلية لا ترقيعية بهذه المدينة التي لازالت في لائحة الانتظار!!!

 

من سبع المستحيلات، أن يترافع سياسيو المدينة عنها بامتياز التأثير والأدوار التنافسية عند المركز، من تم نقول:" لن ينفع المدينة كل تمثيلياتها السياسية، والمعقول المضمون يكون فقط في الدولة المركزية إن خططت بجدوى استرجاع مدينة مكناس لمكانتها التاريخية". نعم، جل الأشغال تتوقف أو تسير بالبطء الرتيب، وخير الأدلة محطة القطار (الكبيرة) والتي لازالت تبارح مكانها، في حين انتهت محطة الرباط الرديفة ونحن لازلنا ننتظر القطار والتمويلات السريعة!!! حتى أن المدينة بدأت تتطير من كلمة "مكناس الكبير"، وكل ما يرتبط بمصطلح "الكبير" !!!

 

من سوء حظ المدينة أن الطرق السريعة التي يتم التخطيط لها نحو (الراشيدية/ تطوان ...) لن تتم ببدال بمدينة مكناس ، وإنما ببدال من مدينة فاس. من سوء حظ المدينة أن الطريق السيار السريع المزمع إنشاؤه انطلاقا من مدينة تطوان سيربط هذه المدينة بفاس فقط، من تم أين تبدو لنا أهمية مكناس داخل حديث معادلة العدالة المجالية؟ والله لا نعلم إلى متى ستبقى هذه المدينة خارج الاستراتجيات الكبرى، وخارج جدوى التخطيطات بالإنصاف والمساواة بين المدن !!!

 

مدينة لازالت تتحدث عن الوعاء العقاري للمشاريع الكبرى (الملعب الكبير/ المسرح الكبير...)، وهي أصبحت تشابه تجمعا سكنيا لا مدينة حضارية وذكية. من اليوم لن نُلصق بسياسيي المدينة تهمة عدم الترافع عن المدينة، فلكل منهم أهدافه الذاتية (السياسة الأنانية) والحزبية والبقاء على رأس هرمية اللوائح الانتخابية التي تجدد النخب السياسية. من اليوم ستكون ملتمسات الساكنة يطبعها دعوة الدولة المركزية على إعادة الثقة بمكناس كمدينة سلطانية، وعلى إنصاف مجالها الحضاري بالتنمية، وبمعادلة التحرر وفك التبعية لمدينة فاس.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-12-09 22:28:41

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك