آخر الأحداث والمستجدات
وزير التجهيز الذي تصدر حزبه نتائج انتخابات مكناس يرمي بمشروع النفق تحت أرضي إلى متاهة التفاوض
رغم تصدر حزب الاستقلال لنتائج الانتخابات التشريعية بمدينة مكناس، وما سبق ذلك من وعود بإخراج مشاريع تنموية ملموسة، وجد مشروع النفق تحت أرضي عند ملتقى الطريق الوطنية رقم 6 والطريق الإقليمية رقم 7017، قرب المركز التجاري مرجان، بمدينة مكناس، نفسه خارج دائرة البرمجة الفعلية، ليتم إلحاقه بمتاهة ودوامة “التفاوض” والانتظار، التي تعد مقبرة المشاريع، في الوقت الذي لا يستغرق مشروع مماثل سوى بضعة أشهر لتنزيله على أرض الواقع بمدن السرعة القصوى.
وجاء في جواب لوزير التجهيز والماء نزار بركة، على سؤال برلماني حزبه بمكناس، أن المشروع، الذي يعول عليه كثيرا لحل معضلة الاختناق المروري بهذا الملتقى الذي تسوء فيه حركة السير يوما بعد يوم بفعل التوسع العمراني من جهة، وسوء الدراسات المرتبطة بمشروع التثنية من جهة ثانية، لم يدرج ضمن جدولة المشاريع قيد الدراسة أو التنفيذ على المدى القريب، بل جرى اقتراحه فقط ضمن برنامج التنمية المجالية المندمج لعمالة مكناس الممتد ما بين 2025 و2031، وهو برنامج ما يزال، حسب جواب الأمين العام لحزب الاستقلال، في طور التفاوض ولم يحسم بعد في آليات تنزيله.
ورغم كون الوزير المعني بقطاع التجهيز والماء، القطاع الوصي مباشرة على مثل هذه المشاريع الطرقية، هو نفسه الأمين العام لحزب تصدر نتائج الانتخابات بالعاصمة الإسماعيلية، لم يشفع هذا الأمر للمدينة بتسريع إخراج المشروع إلى حيز التنفيذ بدل ربطه بمسارات تفاوضية وتعاقدية طويلة الأمد.
وقال نزار بركة، ضمن نفس الجواب، إن كلفة المشروع تقدر بحوالي 80 مليون درهم، وإنجازه يبقى رهينة بالمصادقة على البرنامج المذكور وتحديد الأطراف المتدخلة والمساهمة في التمويل، وهو ما يعزز الانطباع بأن المشروع، بدل أن يشكل أولوية تنموية آنية، أصبح رهينة لتوازنات وتفاوضات قد تمتد لسنوات.
وفي الوقت الذي تعاني فيه مكناس من ضغط مروري متزايد عند هذا الملتقى الحيوي، يرى متتبعون أن إدراج المشروع ضمن أفق زمني بعيد يكرس الفجوة بين الخطاب السياسي والانتظارات اليومية للساكنة، ويطرح علامات استفهام حول مدى قدرة الأغلبية المنتخبة، رغم وزنها السياسي، على تحويل الوعود الانتخابية إلى أوراش ملموسة على أرض الواقع.
يذكر أن مشروع تثنية المحاور الطرقية بمدينة مكناس، الذي يعد المشروع الوحيد ذي الطابع البنيوي الذي استفادت منه المدينة ضمن برامج الولاية الحكومية السابقة، قد انطلق تنزيله خلال الولاية الحكومية الحالية، حيث تم إنجاز جزء منه فقط، فيما لا تزال باقي أشطره إما قيد الدراسة أو في طور الإنجاز. وهو ما يعني أن هذا المشروع، رغم عدم استكماله إلى حدود الساعة، استغرق ولايتين حكوميتين متتاليتين، الأمر الذي يعزز التخوف من أن مشروع إنجاز نفق تحت أرضي قد يتطلب، وفق الوتيرة التنموية المعتمدة بمدينة مكناس، ولايتين حكوميتين إضافيتين على الأقل قبل خروجه إلى حيز الإنجاز الكامل.
| الكاتب : | هيئة التحرير |
| المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
| التاريخ : | 2025-12-22 21:12:15 |











