آخر الأحداث والمستجدات 

من يؤدي ضريبة إغلاق المسبح البلدي بإفران ؟؟

من يؤدي ضريبة إغلاق المسبح البلدي بإفران ؟؟

أقبل فصل الصيف بأجوائه الحارة المعتدلة ، وأقبل شهر رمضان المبارك ، مصاحبا للعطلة الصيفية ، التي تعرف باندفاع الشباب نحو إبراز الذات ، بصقل المواهب وممارسة الهوايات، التي تعد من العوامل الأساسية التي تساهم في التنمية الذاتية للفرد، وبعلاقته داخل المجتمع ، عن طريق إقامة أنشطة ترفيهية ، ورحلات استكشافية ، بالإضافة إلى الإقبال الكبير على السباحة كرياضة صيفية ترفيهية.

على شاكلة واد الشراط ، والذي ذهب بأرواح ضحيا أطفال أبطال في مقتبل العمر ، ف «واد تزكيت بإفران» ، هو الآخر يأخذ سنويا نصيبه من أرواح الشباب و الأطفال تختلف أعمارهم، لكن تجمعهم الرغبة الأكيدة في الترويح عن النفس وممارسة هواية السباحة ، التي رغب فيها الرسول الأعظم صلوات الله و سلامه عليه بقوله «علموا أبناءكم السباحة و الرماية ...».

هي إذن نقط تجمع المياه على طول واد تزكيت، منها ما هو اصطناعي ، و منها ما هو طبيعي، ونذكر من البرك الاصطناعية التي تزخر بها مدينة إفران ، والتي تعمل على تجميع المياه و تزيين الفضاء السياحي الإيكولوجي، ويطلق عليها محليا اسم ، «الباراجات» ، منتزه طبيعي يوجد على بعد بضع أمتار من وسط المدينة ، يعرف إقبالا لا بأس به من طرف السياح الوافدين، بالإضافة إلى موقع طبيعي يبعد بأمتار عن عين فيتال ، يطلق عليه محليا « الڭلتة» ، وموقع قرب شلال عين فيتال يطلق عليه «العوينة الزرقاء» تصغير ل «العين الزرقاء» ، لما يخرج منها من مياه عذبة صافية تعكس زرقة السماء، وهو موقع يعرف بمستوى المياه المنخفض و النقي والشديد البرودة يقبل عليه الأطفال لتعلم السباحة ، بالإضافة إلى موقع يوجد بالقرب من قرية زاوية سيدي عبد السلام ، يطلق عليها اسم «الملجأ».

مواقع سياحية بامتياز، تعرف إقبالا شبابيا كبيرا خصوصا في شهر رمضان الأبرك ، للسباحة و تلطيف حرارة الجسم خصوصا في هذه الأجواء الحارة ، المصاحبة لفترات الصيام الطويلة ، وأيضا للترفيه و الترويح عن النفس ، خصوصا بموقع «الباراجات» الذي يشهد إقبالا ملفتا للانتباه ، رغم ما يحتضنه من مياه راكدة ، تعيش فيها أسماك و ضفادع ، بالإضافة إلى العديد من الأعشاب الطفيلية، و الحشرات والطفيليات ، وهو ما يشكل خطرا على صحة السباحين في هذه البرك ، وقد تؤدي بهم إلى الإصابة ببعض الأمراض خصوصا الأمراض الجلدية و أمراض العيون ، وبعض الالتهابات .

إلى جانب الأمراض ، ف« باراجات إفران» ، تحتوي على أعشاب طفيلية تتكاثر وتنموا بشكل كثيف داخل المياه الراقدة ، مشكلتا بذلك «فخاخ» طبيعية ، تفتك بمن ساقته الأقدار إليها، جارفة إياه إلى القعر، وعلى إثرها لفظ العديد من الشباب أنفاسهم الأخيرة ، ليجدهم غواصو الوقاية المدنية عالقين بها في القعر.

هذا من جانب، ومن جانب آخر تواجد مصبات لقنوات الصرف الصحي، المدمجة على طول واد تزكيت التي بدورها تعمل على تلويث المياه، بمختلف أنواع النفايات و القاذورات ومواد الكيماوية التي تستخدم في التنظيف (...)، وبالتالي تجعل من مياه واد تزكيت غير صالحة للسباحة.  

هو إذن الفراغ الذي خلفه إغلاق المسبح البلدي ، التابع في الملكية و التسيير للمجلس البلدي بإفران ، والذي ذكره الدكتور والعالم الجليل المهدي المنجرة تغمده الله بواسع رحماته، كمكان و منطلق للصراع مع المستعمر الأجنبي في فترة طفولته، و أيضا هو معلمة تاريخية بناها المعمر الفرنسي ، وضلت تؤرخ لفترة الاستعمار الفرنسي بالمدينة ، المسبح الذي كنا نرغب في زيارته لالتقاط صور لفضاءاته ، إلا أننا فوجئنا بالمنع من المرور بجنباته من طرف طاقم أمني تابع للقصر الملكي.

فرضية ضم القصر للمسبح البلدي ، أكدها لنا مصدر موثوق من داخل المجلس البلدي بإفران ، وأن الأمر يتعلق بتفويت المسبح البلدي ، لفائدة القصر الملكي ، وإلى الآن لا زالت مسألة المسبح لم يحسم فيها ، خصوصا في شأن تعويضه في مكان مغاير ، و أضاف صراحة لحد الساعة ليس هناك أي مشروع تحتضنه الجماعة المحلية أو بشراكة ، لتوفير هذا الفضاء الترفيهي في الوقت الراهن .

لتبقى مسألة المسبح العمومي بإفران مسألة عالقة ، بحاجة إلى حل توافقي دون ميز أو تمييز بين فئات المجتمع الإفراني ، الذي تُقبل فئة قليلة فيه على مراكز الاصطياف بالمدينة و المؤدى عنها أو بالدخول  بالبطاقة المجانية «باك صاحبي» .

إن المسبح البلدي ضرورة أساسية في مدينة إفران ، وعليه فعلى الجهات المعنية من عمالة المدينة ، والمجلس البلدي ، عقد شراكات مع مراكز الاصطياف بالمدينة ، لاستقبال شباب المدينة مجانا ، أو بأثمنة تفضيلية حفاظا على أرواحهم وصحتهم وسلامتهم ، إلى حين إيجاد حل بديل للمسبح البلدي و الذي هو حق للساكنة .

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد السلام أقصو
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2015-06-25 02:48:27

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك