آخر الأحداث والمستجدات 

حوار مع المؤلف والمخرج المسرحي بوسلهام الضعيف

حوار مع المؤلف والمخرج المسرحي بوسلهام الضعيف

المخرج والمؤلف المسرحي الفنان بوسلهام الضعيف ضيف موقع مكناس بريس :    

باعتباركم أنجزتم العديد من الأعمال المسرحية الوازنة وأحرزتم العديد من الجوائز في هذا المجال وشغلتم مديرا لدار الثقافة محمد المنوني بمكناس،كما انتخبتم سابقا رئيسا للفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بمكناس ونائبا لكاتب فرع اتحاد كتاب المغرب بنفس المدينة،كيف تقيمون مستوى المشهد الثقافي في مدينة مكناس خلال السنوات الأخيرة ؟

مكناس مدينة لها تاريخ عريق ومكونات معمارية عريقة ، مكناس مدينة لها مآثر تاريخية متعددة ومتنوعة وبالإضافة إلى هذا فإنها تحفل بالعديد من الطاقات الإبداعية الخلاقة وفي جميع المجالات  وبالرغم من كل هذا فان المدينة لا تعكس حجم إمكاناتها هناك بالمدينة العديد من التظاهرات الثقافية والفنية ولكن بالمقابل المدينة تعيش تهميشا  فأعيان مدينة مكناس لا يساهمون في التنمية الفنية والثقافية   للمدينة والمنتخبون مستواهم المعرفي لا يؤهلهم للمساهم ة في المجال الفني . إنها مدينة منسية لا تجد من يساند فنانيها ومثقفيها فأغلب فالفعاليات الفنية والثقافية بالمدينة تهاجر الى مدن اخرى لتحقق ذاتها الا من كان له حس نضالي وقيم مواطنة فانه يختار الصعب .

سنعود بك قليلا إلى الوراء، و تحديدا إلى سنة 2012م، تاريخ إعلانكم الترشح لرئاسة إتحاد كتاب المغرب، نود أن نعرف كيف جاءت الفكرة ؟ و ماهي المشاكل و الصعوبات التي صاحبت ذلك، خاصة و أن إتحاد كتاب المغرب عرف صراعات جمة بين أعضائه إبان تلك الفترة ؟

اتحاد كتاب المغرب جمعية ثقافية كان لها نصيب في جعل المثقف المغربي يأخد مكانة رمزية متميزة وساهم في لحظة من اللحظات في ما يمكن أن أسميه في محاولة بناء مجتمع ثقافي يكون هاجسه هو القيم الكونية مثل الحرية والعدالة والديموقراطية  ولكن هذا الاتحاد أصابه العطب في هذه المرحلة نتيجة التداخل الذي كان بين الحزبي والجمعوي فلم يستطع هذا الاتحاد أن يكون قادرا على تنظيم الياته بشكل ديموقراطي وترشحي كان بمثابة إشارة فقط ، كنت أعرف مسبقا الرئيس الذي سيختارونه ، كنت أعرف أن للكتاب المغاربة (أغلبهم ) مجرد معلمين يحبون أن يذهبوا للرباط للمبيت في الفندق ويصعب عليهم أن يختاروا شخصا أخر،  غير الذي أمروهم بالتصويت عليه ، أزمتنا الثقافية في هذا النوع من الكتاب ، ترشحي إشارة لمن يريد أن لا يفهم ...والدليل على ما أقول هو الوضع الحالي لهذه الجمعية وكيف أصبت تشتغل وكيف أصبحت تسير وما تأثيرها في الوسط الفني والثقافي والمجتمعي بالمغربي ...

تعرف فرقة مسرح الشامات توهجا كبيرا بفضل عروضها المسرحية الناجحة التي تتولون إخراجها و الإشراف عليها، ما سر نجاح واستمرارية هذه الفرقة ؟ و كيف تتم عملية إختيار التيمات و موضوعات النصوص المسرحية، على غرار مجموعة من الأعمال المسرحية التي قدمتها فرقة مسرح الشامات من بينها: راس الحانوت – الموسيقى – حياة وحلم وشعب في تيه دائم – العوادة -  ليون الإفريقي - " الحلم الفرنسي" للكاتب المغربي المقيم بفرنسا محمد حمودان ؟ ، و في السياق نفسه كيف تنظرون إلى مستوى الفن المسرحي في مدينة مكناس من حيث المواهب الشابة و نسبة حضور الفرق المسرحية الأخرى على خشبة المسرح بالمدينة ؟

للمسرح في مكناس تاريخ ، تاريخ من الجمعيات ، من الأسماء : تيمد ، حسن المنيعي ، بوزبع ، بن زيدان .....ثم العديد من المهرجانات بالإضافة الى المهرجان الوطني للمسرح الذي ينظم بمكناس ، ثم العديد من الأسماء التي تخرجت من المعهد العالي للفن المسرحي كانت بدايتها في مكناس . ومقابل هذا مكناس .....تعرضت للعديد من النكبات المسرحي .....هدم مسرح سينما الريجان قضية كبرى مازال يلفها الغموض ......مصير المهرجان الوطني للمسرح وصمت الجماعة الحضرية ...ومحاولة تعويض المهرجان بأسبوع ثقافي هزيل المحتوي يمكن لجمعية شابة من الدرجة الرابعة أن تنظمه ....المدينة لا تفتخر بطاقاتها المسرحية ...شرف لمكناس أن يكون فيها شخص اسمه بوسلهام الضعيف مثل المغرب في اكبر المهرجانات المسرحية بالعالم العربي ..من تونس ..مصر ..الأردن ..سوريا ...فرنسا ....الإمارات ...بلجيكا ....

في إطار برنامج توطين الفرق المسرحية، تنظم فرقة مسرح الشامات تحت إشرافكم للسنة الثامنة على التوالي، دوري مسرح الأحياء بمدينة مكناس، وهو دوري يروم تشجيع الحركة المسرحية بالمدينة وتكوين الشباب في مجال الفن المسرحي وصقل مواهبهم وكذا إمدادهم بالتأطير الملائم، وتلقينهم مجموعة من الأمور المرتبطة بهذا الفن كالعمل الجماعي وكيفية مشاهدة العرض المسرحي، كيف تُقيمون هذه التجربة ؟

دوري مسرح الأحياء تظاهرة متفردة في العالم ويمكن للمغاربة أن يفتخروا بوجودها لا نها تحول المسرح إلى مؤسسة للتكوين والمنافسة ، فالشباب يأتون إلى المركز الثقافي لكي يتعلموا تقنيات المسرح ثم يتعلموا أشياء أخرى مهمة تساعدهم في حياتهم العملية مثل : الإصغاء إلى الأخر ، قبول الاختلاف ، كيف يمكن أن تنجز عملا جماعيا ، كيف يمكن أن تحترم الأخر ، كيف يمكن أن تطور نفسك من خلال الأخر ، كيف يمكن أن تتعامل مع الفوز(النجاح ) ، كيف يمكن أن تتعامل مع الفشل (الرسوب ) كيف يمكن أن يتحول خصمك الى صديقك ، كيف يمكن أن تساهم في نجاح خصمك ، هذه كلها أشياء لا يمكن للشاب أن يجدها لا في المدرسة الا في الشارع ولا في مكان أخر يجدها في مسرح الأحياء بالإضافة إلى أن دوري مسرح الأحياء هو مدرسة كبير للجمهور ، يلقن الشباب مبادئ تلقي الفن المسرحي ..وأظن بان النتائج التي نقف عليها من خلال التطور الذي يعيشه الشباب سواء في تعاملهم مع الحياة ، المدرسة ، العائلة ، الفن يجعلنا نؤمن بان من مهمتنا في هذا الوطن هو تلقين ما تعلمناه لهؤلاء الشباب ، فمن خصال العالم هو البدل في العطاء للآخر ، فالعلم المستقر لا يعول عليه

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد الملك خليد
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2015-10-26 21:26:57

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك