آخر الأحداث والمستجدات 

وجهة نظر وتقييم للمتحف الوطني للموسيقى دار الجامعي بمكناس بعد زيارتي له

وجهة نظر وتقييم للمتحف الوطني للموسيقى دار الجامعي بمكناس بعد زيارتي له

أول شيئ تجذر الاشارة له هو المستوى الراقي لتعامل العاملين في المتحف و بشاشتهم و حسن استقبالهم للزوار و توجيههم وارشادهم فتحية لهم جميعا فهم مفخرة للسياحة في المدينة. 

ثمن الدخول المحدد في 30 درهم هو مرتفع شيئا ما ومتحف صغير مثل هذا لا ينبغي ان يتجاوز ثمن دخوله 10 دراهم. 

بالنسبة لترميمات دار الجامعي فهي حسنة على العموم باستثناء بعض أشغال الخشب التي لم تعطى حقها اذ مايزال هناك بعض الاعطاب الصغيرة هنا وهناك في الابواب وسقوف الكايزة خاصة وان بعضها تأدى كثيرا بالامطار سابقا.

بالنسبة لتحويله لمتحف وطني للموسيقى، فالتقنيات السمعية البصرية المسخرة في المتحف هي من المستوى العالي، عدا ذلك فهناك بعض الملاحظات الهيكلية أولها أن دار الجامعي صغيرة وعدد قاعاتها ليس بالكبير ويمكن أن تقوم بجولة داخلها في عشرة دقائق إن كنت مسرعا، و ماتحتويه من آلات موسيقية وتحف قليل، وبالتالي أن نسميه متحف وطني بفخامة هذا الاسم وأن نعتبر أنه جمع كل القطع المتحفية وكل الوان الغناء على الصعيد الوطني فاظن انه أمر مجحف و غير مناسب ومهين للتراث الموسيقي في المغرب. فعدد فيترينات العرض ليس كبيرا، وهناك صالات فارغة تماما توجد بها فقط شاشة للعرض. ثم أن هذا المتحف لا يعطي كل لون موسيقي حقه وإنما هناك تمثيلية لكل لون بشكل مختصر جدا. فهناك تقريبا فترينة واحدة لكل نوع غنائي، وإذا أخذنا الملحون مثلا فقد خصصت له فترينة واحدة بها ثلاث ربابات، فهل هذا هو فن الملحون هذا الفن المغربي الكبير و القديم الممتد في الزمن والمكان؟ فأين ذكر شيوخ الملحون القدامى والجدد وأين مخطوطاتهم و قصائدهم وادواتهم الموسيقية وصورهم إن كانت توجد ونبذ عن حياتهم، وتسجيلات لقصائدهم؟ وأين تاريخ الملحون و تميزه حسب كل منطقة في المغرب؟ كان عليهم أن يخصصوا المتحف برمته للملحون ليوفوه حقه. نفس الشيئ يسري على موسيقى الزوايا هناك فيترينة واحدة لكناوة و أخرى لعيساوة، فهل هذا التراث يختزل في فيترينتين؟ بعض الالوان الموسيقية تغيب قطعها الموسيقية والمتحفية كاحواش وتعوض بعرض بصري بشاشة كبرى بتقنية داتاشو فقط. وملاحظتي الاخيرة وهي أن تحويل دار الجامعي لمعرض للقطع الموسيقية غطى عن الدار الاثرية وصنائعها التقليدية وشتت الرؤية. 

 وأرى كخلاصة لكلامي أن دار الجامعي ليس المكان المناسب لمتحف وطني للموسيقى وكان من الاجدر تخصيص مبنى حديث أكبر مساحة بقطع متحفية اكبر عددا لهذا الغرض، وأن تترك دار الجامعي كدار تاريخية تراثية تحتفظ على قطعها المتحفية الاصلية، هذه القطع التي مازالت مصونة هناك في منأى عن الانظار بما فيها المنبر الاثري و ذلك حسب افادة احد العاملين هناك مشكورا.

 

بقلم عبد الجبار خلوقي

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد الجبار خلوقي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2022-09-18 18:56:50

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك